bookmate game
ar
Books
طه عبد الباقي سرور

الغزالي

  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    فأسلوب الغزاليِّ في أخلاقياته يستمد قوة عرضه وقوة تأثيره من حاسة الخيال الفني، فإذا تكلم عن فضيلة من الفضائل عمد إلى ذكر ما ورد في حمدها من الآيات في اختيار بديع بارع، ثم يسرد ما جاء عنها من الأحاديث، ثم يعقب بالآثار، وينطلق بعد ذلك مؤيدًا قوله بالقِصص والأمثال التي تأسر قلب القارئ، وتصور في نفسه محبة تلك الفضيلة، وما لها من خطورة وجلال.
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    فالأخلاق عند الغزاليِّ شريعة شاملة للحياة بأسرها، شريعة لها مثلها العليا وأهدافها السامية المرتفعة إلى السماء، ثم هي أيضًا تعيش معنا على الأرض متصلة اتصالًا وثيقًا بكل حركة من حركات الروح والقلب والعقل والبدن.
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    والإرشاد، هؤلاء الفقهاء الذين يصفهم الغزاليُّ فيقول:
    ولو سئل فقيه عن معنى الإخلاص أو التوكل أو وجه الاحتراز من الرياء لتوقف فيه، ولو سألته عن اللعان والظهار لسرد عليك مجلدات من التفريقات الدقيقة التي تنقضي الدهور ولا يحتاج إلى شيء فيها، وهو لا يزال يتعب ليلًا ونهارًا في حفظها ودرسها، ويغفل عن روح الإسلام ومعانيه.

    وإذا روجع فيه قال: اشتغلت به؛ لأنَّه علم الدين وفرض كفاية، ويلبس على نفسه وعلى غيره في تعلمه.

    ولو كان غرضه الحق في تعلم فرض الكفاية لَقَدَّم عليه فرض العين، بل قدَّم عليه كثيرًا من فروض الكفاية، فكم من بلد ليس فيه طبيب إلا من أهل الذِّمة، ثم لا ترى أحدًا يشتغل به ويتهاترون على علم الفقه لا سيما الخلافيَّات والجدليَّات، والبلد مشحون من الفقهاء.

    فليت شعري! كيف يرخص فقهاء الدين في الاشتغال بفرض كفاية قد قام به جماعة إهمال ما لا قائم به؟ هل لهذا سبب؟ إلا أن الطب ليس متيسرًا به الوصول إلى تولي الأوقاف والوصايا وحيازة أموال اليتامى، وتقلُّد القضاء والحكومة والتقدم به على الأقران والتسلط به على الأعداء.

    تلك أخلاق العلماء والفقهاء في عصره، وهذا مبلغها من الفساد وفهم الشريعة والأخلاق، وإذا فسد العلماء والفقهاء فسدت الجماهير وفسدت الصورة النبيلة التي للدين.
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    اطرح المذاهب، فليس مع واحد منهم معجزة يترجح بها جانبه. فاطلب الحق بطريق النظر، لتكون صاحب مذهب، ولا تكن في صورة أعمى مقلد، وإنما خذ الحق أينما وجدته، وفي أي ناحية كان، واطلب الحق بالنظر لا بالتقليد؛ فالحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أينما وجدها.
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    نظر الغزالي إلى المجتمع في عصره فرآه ضعيف الإيمان قليل العمل للآخرة، فراح يتقصى الأسباب حتى إذا أحاط بها حصرها في أربعة أمور رئيسية:
    (١)
    الخوض في الفلسفة.

    (٢)
    الخوض في طريق التصوف.

    (٣)
    الانتساب إلى دعوى العلم.

    (٤)
    سوء أخلاق العلماء.

    وقد أوضح الغزالي تلك الأمور بقوله:
    أخذتُ أسأل المقصر: ما لك تقصر؟ إن كنت مؤمنًا بالآخرة فلماذا لا تستعد لها؟ وإن كنت لا تؤمن بالآخرة وإنما لا تستطيع المجاهرة فأنت منافق ضائع الرأي! فكانت الأجوبة كما يأتي:

    فمِن قائل يقول: هذا أمر لو وجبت المحافظة عليه لكان العلماء أجدر بذلك، وفلان من المشاهير بين الفضلاء والعلماء لا يصلي، وفلان يشرب الخمر، وفلان يأكل أموال الأوقاف وأموال اليتامى، وفلان يأخذ الرشوة على القضاء والشهود، وهؤلاء قد ضلوا بالقدوة السيئة.

    وقائل ثانٍ يدعي علم التصوف، ويزعم أنه قد بلغ مبلغًا ترقى به عن الحاجة إلى العبادة.

    وثالث يتعلل بشبهة أخرى من شبهات أهل الإباحة، ويزعم أن مشايخه قد فعلوا وقد أفتوا، وهؤلاء ضلوا عن التصوف.

    ورابع اشتغل بالعلوم والمذاهب، فيقول: الحق مشكل، والاختلاف فيه كثير، وليس بعض المذاهب أولى من بعض، وأدلة العقول متعارضة؛ فلا ثقة برأي أهل الرأي!

    وخامس يقول: أنا أعظم من أن أقلد، فقد قرأت الفلسفة وأدركت حقيقة النبوة، وقد بلغت مرتبة من الحكمة، والمقصود من العبادة ضبط عوام الخلق وتقيدهم عن التقاتل والتنازع والاسترسال في الشهوات، فما أنا من العوام الجُهَّال حتى أدخل تحت نير التكليف، وإنما أنا من الحكماء أتبع الحكمة.

    حتى إن بعضهم كان يشرب الخمر، ويقول: إنما نهي عن الخمر؛ لأنَّها تورث العداوة والبغضاء، وأنا بحكمتي متحرز عن ذلك، وإني أقصد بها شحذ خاطري. حتى إن ابن سينا كتب: «أنه عاهد الله أن لا يفعل كذا وكذا، ولا يشرب الخمر تلهيًا، بل تداويًا وتشافيًا.»
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    وبلغ من الغلو في تلك الناحية أنْ حرَّم كثير من علماء الدين البحوثَ العقلية، بل اتخذ هذا التحريم حجة في المناقشات ودحض البراهين، حتى أصبح شعارًا للجامدين من الفقهاء رميُ المفكرين بالزندقة والإلحاد.
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    يقول الغزاليُّ في مقدمة كتابه «تهافت الفلاسفة» ما خلاصته: «إن الفلاسفة من عهد أرسطو إلى عهدنا هذا قد بنوا مذاهبهم في الإلهيات على ظنٍّ وتخمين، من غير تحقيق ويقين، ويستدلون على صدق علومهم الإلهية بظهور العلوم الحسابية والمنطقية، ويستدرجون بهذا ضعفاء العقول، ولو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين نقية عن التخمين كعلومهم الحسابية لما اختلفوا فيها، كما لم يختلفوا في الحسابية والمنطقية.»
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    درس الغزاليُّ المذاهب الفلسفية كافة، ثم لخَّصها وركزها في عشرين مسألة رئيسية، استطاع أن يزيفها في قوة وتفوق تزييفًا جرَّ عليه عداء الفلاسفة عداءً ملتهبًا قاسيًا، حتى إن ابن رشد كان يلقبه ﺑ «الجاهل الشرير».
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    «مقاصد الفلاسفة» لهذا الغرض، وأوضح غايته في مقدمته بقوله:
  • Ibrahim AGhas quoted3 years ago
    أغضب ابن رشد؛ فاتهم الغزاليَّ بأنه أباح العلم للعامة وأفقده أرستقراطيته.
fb2epub
Drag & drop your files (not more than 5 at once)