ومن أهم كتبه المفقودة: كتاب الأيك والغصون، الذي نيفتْ أجزاؤه على المئة، ولا يعلم — إلا الله وحده — مقدار الخسارة العظيمة، بل النكبة الفادحة، التي ألمَّتْ بالأدب العربي من جراء فَقْدِ هذا الكتاب الذي أخرجه ذلك الرأس المفكِّر العظيم. ولسنا نرتاب فيما قالوه عن محتويات ذلك السِّفر الجليل؛ فإن الذي يجيب صاحبًا له برسالة كرسالة الغفران، ويقول في مقدمة لزومياته: «كان من سوالف الأقضية أني أنشأت أبنية أوراق تَوَخَّيْتُ فيها صدق الكلمة … إلخ».
إن رجلًا يفعل ذلك، لا نستبعد عليه، إذا قصد إلى التأليف أن يُخرج للعالم مثل ذلك الكتاب الجليل الشأن.
نيفَ أبو العلاء على الثمانين سنة، ثم أودتْ به علة لازمته أيامًا ثلاثة، وكان موته في اليوم العاشر من ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمئة.